مزارع الشاي في تركيا | لأنّ الشّاي التركي أسلوب حياة

إنّها ليست مجرّد مزارع عادية لمنتجات زراعية شهيرة على مستوى العالم، إنّما هو مزيج من الطّابع التركي المليء بالقيم ، ومفهوم خاص يتّصف به الشعب التركي.

إذ لا يخلو يوم دون أن يحتسي الإنسان التركي على الأقل 4 -6 فناجين شاي ، وهو ما عزز مفهوم الاستثمار الزراعي في مزارع الشاي في تركيا.

هذا بخلاف القيمة السياحية الّتي حصلت عليها مزارع الشاي في تركيا ، حيث تجذب آلاف السيّاح لمشاهدة مساحات واسعة من الحدائق المصتفّة على سفوح المرتفعات والهضاب.

وضمن المعطيات الجديدة حول الشّاي التركي، فقد وصلت صادراته إلى 108 دولة. فيما بلغت مساحة الأراضي المخصصة لزراعة الشاي إلى نحو 900 ألف دونم.

وهو قد يبدو لبعضكم أنها مساحة دولة لوحدها، ولكن كما ذكرنا أن الشاي يعتبر في تركيا أسلوب حياة.

أرقام وإحصائيات :

على الرغم من الانتاج الكبير للشاي في تركيا ، إلّا أن شعبها يعتبر واحدًا من أكثر الشعوب استهلاكًا لمشروب الشاي.

إذ يصل استهلاك الفرد الواحد إلى 2.3 كغ سنويًا.

وليس مصادفةً أن كوب الشّاي اسطواني الشّكل والّذي تراه في أغلب الصور المصدّرة من تركيا واسطنبول ، أنت لا تراه عبثًا إنّما تراه حضارةً وقيمًا عريقة.

وبات الشاي التركي في يومنا هذا جزء من ثقافة الشعب، وهو المشروب الأول الّذي يقدم على طاولات الزيارات والمناسبات والمقاهي، والمطاعم.

وتعتبر مدينة ريزا التركية هي " حضن مزارع الشّاي الولّادة " إذ أضافت مزارع الشاي في تركيا في مدينة ريزا طابعًا خاصًا للمدينة وعامل جذب للسياح فيها.

وبحسب الإحصائيات ، فإن تركيا تصدّر سنويًا ما يقارب 2600 طن، إلى أسواق 108 دولة.

تتصدر قائمة الدول المستوردة للشاي التركي " بلجيكا " تليها " ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا."

وفي رجوع لومضات التّاريخ ، نجد أن تاريخ مزارع الشاي في تركيا يعود إلى عام 1917، عندما تم إرسال وفد لفحص منطقة البحر الأسود في مدينة ريزا ، ووجدوها صالحة ومناسبة لزراعة الشاي.

ومن أجل الاهتمام في هذه النبتة، تم إصدار قانون عام 1924 لزراعة عدة منتجات من بينها الشاي لتنمية النشاط الزراعي في المنطقة.

فيما أنتجت أول ورقة شاي خضراء وجافة عام 1938 ، والباقي إلى يومنا هذا يسجّل كحضارة وأسلوب حياة.

ولعلّ أبرز الأسباب الّتي عززت زراعة الشاي في تركيا هو القانون الّذي سن بعد إنتاج أول ورقة شاي بعامين، قضى بوضع إنتاج الشاي تحت حماية الدولة، أي أنّها من الممكن أن تحرّك جيشها إذا ما مسّت مزارع الشاي بضرر.

وحينها تم توسعة المساحات المخصصة لزراعة الشاي ليصل إلى يومنا هذا نحو 900 ألف دونم.

هل أنت من عشاق الشاي في تركيا ؟ كيف تعتبر مذاقه ؟